بسم الله الرحمن الرحيم
ديفيدز جديد ؟
لسنوات عديدة أبهر اللاعب الهولندي إدغار ديفيدز متابعي كرة القدم بأدائه المميز في وسط الميدان.. روحه القتالية عالية.. ومهاراته في السيطرة على الكرة ملفتة، ولديه حس تهديفي وقدرة على تمرير الكرات الحاسمة إلى زملائه، نضيف إلى ذلك قيامه بدور العمود الفقري للفريق أمام المدافعين ما يجعل فريقه في مهمة سهلة للسيطرة على خط الوسط.
بدأ مسيرته مع أياكس ونال معه لقب الدوري الهولندي ثلاث مرات ودوري أبطال أوروبا عام 1995 إضافة إلى كأس الاتحاد الأوروبي عام 1992، انتقل إلى ميلان الإيطالي دون أن يترك بصمة له هناك، فتوجه إلى يوفنتوس أواخر عام 1997، ومع "السيدة العجوز" فجر ديفيدز مواهبه مجددا وأصبح محط أنظار الخصوم، وبعد حرمانه من اللعب بسبب ثبوت تعاطيه مادة الستيرويد المنشطة، انتقل معارا إلى برشلونة الاسباني حيث برز كأحد أفضل لاعبي الفريق موسم 2003/2004 قبل أن يعود إلى إيطاليا ويلعب في صفوف انتر ميلان، وبعد سنوات عديدة قضاها محترفا هنا وهناك، قرر تجربة اللعب في الدوري الانجليزي مع توتنهام هوتسبير ليثبت مرة أخرى أنه واحد من ملوك وسط الميدان في الكرة الأوروبية.
يلعب ديفيدز الآن مع أياكس، ذلك الفريق الذي شهد ولادته كلاعب مرموق على الساحة الأوروبية، لكنه في عمر الرابعة والثلاثين يجد الأمور أصعب من ذي قبل، وبدأ نجمه يخفت رويدا رويدا حتى تحول إلى لاعب آخر يقترب الناس من طي صفحته قبل إعلانه الاعتزال نهائيا خاصة وأنه تعرض لكسر في ساقه قبل بداية الموسم ليبتعد مدة ثلاثة أشهر عن الملاعب.
أمر واحد يمكنه إنعاش اللاعب الهولندي المعروف بشعره المتجدل ونظارته الطبية المخصصة للملعب.. لورنزو.. نسيب إدغار ديفيدز والذي استدعي مؤخرا للمرة الأولى للعب في صفوف المنتخب الهولندي "تحت 21 سنة".
لورنزو يصغر إدغار بـ13 سنة، لذلك لم تسنح له الفرصة في اللعب ولو لمرة واحدة إلى جانبه، وقد نشأ وترعرع في عائلة كانت تتحدث دائما عن حكايات ديفيدز الكبير وتشاهد مبارياته على الدوام، ويقول لورنزو: "عندما كنت صغيرا كنت أسمع دائما أن إدغار لاعب رائع، وهذا ما أردت أن أكون، لذلك كنت أتجول دائما في الشوارع والكرة دائما تحت ذراعي بجانب ستاد أياكس، لعبت مع أناس مثل هيدويغيز مادورا ورايان بابل وأوربي ايمانويلسون، وجميعهم لعبوا للفريق الاول في أياكس".
وبعد أن كبر قليلا، صار لورنزو يتحدث دائما مع نسيبه محاولا اكتساب النصيحة التي يحتاجها وقال: "قال لي أنه يجب علي العمل بجهد، لكن عندما أتحدث معه.. نتكلم عادة عن أمور مختلفة غير كرة القدم".
ولم يتبع لورنزو خطوات إدغار، فبدلا من اكتساب الشهرة مع أياكس العريق، كون لورنزو لنفسه اسما مع الغريم التقليدي فينورد، حتى أن الجمهور كان يردد دائما "هناك ديفيدز واحد دائما"، وهو أمر أراح نفسية لورنزو لعدم مقارتنه بمثله الأعلى.
ومثل إدغار.. ولد لورنزو في سورينام المستعمرة الهولندية القديمة، وانتقل للعيش في هولندا مع أسرته وهو في سن الرابعة، لعب للعديد من الفرق الصغيرة قبل أن يختاره فريق أوتريخت لفرق الفئات العمرية، وهناك اكتشفه مسؤولو فينورد وقرروا ضمه لكن سرعان ما تم إعارته إلى نيميغن حيث لعب مباراته الأولى في الدوري الهولندي في شباط/فبرارير الماضي تحت قيادة المدرب ماريو بين الذي أشرف على لورنزو عندما كان ناشئا في فينورد.
وتمبز لورنزو في نيميغن بقدرته على اللعب يمينا أو يسارا في وسط الميدان، الأمر الذي جعل مدرب منتخب الشباب فوب دي هان يستدعيه للمرة الأولى لصفوف الفريق الذي سيواجه استونيا في التصفيات الأوروبية يوم الجمعة المقبل.
ما أشبه اليوم بالبارحة.. وكأن الصورة التي رأينها قبل سنوات مضت تتكرر أمام أعيننا.. لاعب آخر أسمر البشرة شعره متجدل اسمه ديفيدز سيحصل على فرصة لإثبات قدراته على المستطيل الأخضر، إذا شارك ديفيدز الصغير في مباراة أستونيا يوم الجمعة، فإن جمهور الكرة البرتقالية سيستمتع بوجوده إلى جانب لاعب ريال مدريد رويستون درينتي في مشهد يعيد إلى الأذهان الثنائي الهولندي المعروف إدغار ديفيدز وكلارنس سيدورف.
والآن يستطيع إدغار الاستمتاع بفترة النقاهة التي يقضيها لعلاج ساقه من خلال متابعة ديفيدز الصغير وهو يحاول تثبيت قدميه في ساحة الكرة الهولندية.
الأربعاء أكتوبر 10, 2007 6:22 am
